تطور خِدْمَات الأمن السيبراني في عصر إنترنت الأشياء والحوسبة السحابية

أصبح الانتشار الواسع لإنترنت الأشياء (IoT) والحوسبة السحابية أمرا واضحا في عالم التكنولوجيا المتطور باستمرار. يتبنى الجميع إمكانات هذه التقنيات التحويلية لتحسين أنشطة أعمالهم اليومية.

دعونا نلقي نظرة على المزايا والصعوبات التي تأتي مع الاعتماد السائد لإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية.

النمو المتصاعد لتكنلوجيا إنترنت الأشياء IoT

لقد غير إنترنت الأشياء كيفية تعامل الناس مع الأشياء حولهم. أشياء مندمجة بسلاسة في كل جانب من حياتنا اليومية من المنازل الذكية والأجهزة الذكية إلى المركبات المستقلة وأجهزة الاستشعار الصناعية. وقد مهد هذا التطور الجديد الطريق للتهديدات السيبرانية. التهديد ضخم بسبب حجم الأجهزة العدة المترابطة مما يجعل التدابير التقليدية غير محكمة.

بدأ الأمن السيبراني في التركيز على تشفير البيانات والأمن على مستوى الأجهزة وآليات المصادقة لمواجهة التحديات الأمنية. في الوقت الحاضر. تؤكد الشركات المصنعة أن الأمن مدمج في خطَة أجهزة إنترنت الأشياء منذ البداية. ويشمل ذلك تنفيذ عمليات آمنة للإقلاع وتحديثات البرامج الثابتة المنتظمة وتعزيز التتبع والمساءلة باستخدام أجهزة خاصة.

شمولية الحوسبة السحابية

لقد تغيرت العمليات التجارية التقليدية المحلية إلى اعتماد الحلول السحابية المرنة والقابلة للتطوير مع ظهور الحوسبة السحابية. وفقًا لـ Statista، بلغت قيمة سوق الحوسبة السحابية العامة في جميع أنحاء العالم 478 مليار دولار في عام 2022 ومن المتوقع أن تصل إلى 679 مليار دولار في عام 2024. هذه زيادة هائلة قدرها 201 مليار في غضون عامين.

مع أنّ أن الحوسبة السحابية تجلب فوائد واضحة مثل توفير التكاليف إلا أنها تواجه أيضًا تحديات في الأمن السيبراني. الخدمات السحابية مركزية بطبيعتها مما يعني أنه يمكن أن يعرض كميّة هائلة من البيانات الحساسة للاختراق. لمعالجة هذه التهديدات تركز تدابير الأمن السيبراني المتقدمة على تشفير البيانات واعتماد خاصية المصادقة متعددة العوامل وضوابط الوصول القوية.

يستثمر مقدمو الخدمات السحابية الآن بشكل كبير في التدابير الأمنية المتقدمة مثل المراقبة الآنية واستخبارات التهديدات وأنظمة الاستجابة التلقائية للحوادث. يؤكد نموذج المسؤولية المشتركة على التعاون بين مقدمي الخدمات السحابية وعملائهم والذي أصبح أساسًا للأمن السيبراني لضمان وضع أمني شامل.

ملتقى إنترنت الأشياء والحوسبة السحابية

خلق دمج إنترنت الأشياء والحوسبة السحابية علاقة متبادلة تزيد من المخاطر والفوائد. توفر الحوسبة السحابية البنية التحتية اللازمة لتخزين ومعالجة وتحليل الكم الهائل من البيانات التي تنتجها أجهزة إنترنت الأشياء. ومع ذلك، يمثل هذا الاتصال أيضًا مشهدًا أمنيًا معقدًا.

في النهاية، يهدف الأمن السيبراني إلى إنشاء تدفق متسق وآمن للبيانات من أجل توفير حماية شاملة تتضمن تأمين قنوات الاتصال بين الأجهزة. ولمصلحة النظام البيئي لإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية تطبق حلول الأمن السيبراني إدارة محسنة للهوية والوصول وتستخدم الذكاء الاصطناعي للكشف عن الحالات الخطرة والتنبؤ بتحليل التهديدات.

تحديات الظروف الراهنة المتغيرة

تظهر صعوبات في المشهد المتغير لإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية مع تطورات الأمن السيبراني.

لدى كل جهاز من أجهزة إنترنت الأشياء المختلفة مواصفاته وبروتوكولاته الأمنية الخاصة، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا. في الممارسات الأمنية في جميع أنحاء الميادين. يعد توحيد الإجراءات الأمنية أمرًا حيويًا لضمان وضع أمني ثابت.

تمثل الطبيعة المتغيرة باستمرار للتهديدات السيبرانية تحديًا آخر. مع تغير التكنولوجيا تتغير التقنيات التي يستخدمها مجرمو الإنترنت. يواصلون إيجاد طرق جديدة لاختراق الأجهزة. تنص مشاريع الأمن السيبراني على أن تكاليف الجريمة السيبرانية العالمية ستنمو بنسبة 15% سنويًا على مدى السنوات الخمس المقبلة، من 3 تريليونات دولار في عام 2015 إلى 10.5 تريليون دولار على أساس سنوي بحلول عام 2025.

تحتاج تدابير الأمن السيبراني إلى مراقبة مستمرة وتحديثات منتظمة وجهود مشتركة بين خبراء الأمن السيبراني ومصنعي الأجهزة ومقدمي خدمات أمن الشبكات لتظل حيوية ومتعددة الاستخدامات أمام التهديدات المتزايدة.

العامل البشري

يعد العامل البشري مكونًا أساسيًا للأمن السيبراني. بينما ينصب التركيز على الحلول التكنولوجية، يجب أيضًا توعية المستخدمين حول المخاطر وأفضل الممارسات للحفاظ على بيئة رقمية آمنة.

تعد هجمات البرمجيات الخبيثة والتهديدات الداخلية من النظام وهجمات التصيد الاحتيالي من أبرز المخاوف الحالية. تُظهر إحصائيات رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية أن 1.2% من جميع رسائل البريد الإلكتروني المرسلة تحمل نوايا سيئة مما يعكس حوالي 3.4 مليار رسالة بريد إلكتروني احتيالية يوميًا.

برامج التعليم والتوعية مهمة جدا. يجب تعليم الناس التعرف على هذه التهديدات والإبلاغ عنها، وحضور منتديات وفعاليات الأمن السيبراني، ويجب أن يظلوا على اطلاع بالممارسات الآمنة عبر الإنترنت، بما في ذلك استخدام كلمات مرور قوية أو أدوات إدارة كلمات المرور.

كما يجب على المنظمات عقد دورات تدريبية منتظمة وتنفيذ سياسات صارمة للأمن السيبراني لإبقاء الموظفين على اطلاع بأحدث التهديدات والاحتياطات السيبرانية. وفقًا لمشاريع الأمن السيبراني، في عام 2023، ارتفع الإنفاق العالمي على التدريب على الوعي الأمني للموظفين من حوالي 5.6 مليار دولار ومن المتوقع أن يتجاوز 10 مليارات دولار بحلول عام 2027 – بزيادة سنوية كاملة بنسبة 15 %.

مستقبل الأمن السيبراني

نظرًا لأن العالم يعتمد على الشبكات الرقمية يوميًا فهناك حاجة ماسة لتعزيز الأمن السيبراني وتحسينه. يذكر تقرير مارش لاتجاهات الشراء عبر الإنترنت في الولايات المتحدة أنه خلال الربع الأول من عام 2023  ارتفع التأمين على أسعار الأمن السيبراني بنسبة 11 في المائة في الولايات المتحدة مقارنة بـ 28 في المائة في عام 2022، ولا تزال التكلفة في ارتفاع.

سيتشكل مستقبل الأمن السيبراني من خلال تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والذي يؤدّي دورًا مهمًا في الكشف عن التهديدات وحدوثها والحوسبة الكميّة التي قد تطرح تحديات وحلول جديدة لفك التشفير وشبكات الجيل الخامس.

على الرغم من أن انتشار شبكات الجيل الخامس سيؤدي إلى سرعة واتصال أسرع يمكن أيضًا أن يفسح المجال للتهديدات السيبرانية. لذلك، فإن الحصول على الأساس الصحيح لشبكات الجيل الخامس على الأنظمة والخدمات الحيوية أمر ضروري لاستباق الهجمات.

خاتمة

تطور الأمن السيبراني هو رحلة مستمرة تتغير باستمرار. مع ظهور ودمج تقنيات مثل إنترنت الأشياء والحوسبة السحابية هناك زيادة في مخاطر التهديدات السيبرانية. يجد مجرمو الإنترنت يوميا طرقًا جديدة لاختراق الأمن.

تتطلب إدارة هذه التحديات العمل الجماعي واستراتيجية أمنية واسعة النطاق. يجب أن تهدف هذه الاستراتيجية إلى تحسين اتصال النظام الإيكولوجي الرقمي وجعل المستقبل الرقمي آمنًا. كما يجب أن يشمل التعليم والرصد المنتظم ومزيج من جميع أحدث التقنيات وخلق الوعي بالأمن السيبراني.